اقدم لكم اليوم محاضرة القيتها في جامعة "فاغنهاراد "في السويد المختصة بعلوم ARCHAEOLOGY اي الآثار.
اخواني الاعزاء
ان اول حالة رسم او تشفير في التاريخ اتت بعد الكتابة التصويرية :لم اقصد الكتابة التصويرية اي "بيكتوغرافيا" انها هي من اقدم اللغات في التاريخ بل ان اللغة
الاولى حفرا" كانت المسمارية لكن الكتابة التصويرية هي الكتابة بالصور وقد حفرها المصريون الاوائل على جدران قبورهم وعلى معابدهم ,وكانت الكتابة التصويرية
تقسم الى قسمين:
1-الكتابة التصويرية المنظورة:عنيت بها كحفر الشمس يعني النهار او القمر والنجوم يعني الليل
2-الكتابة التصويرية التحليلية او الفكرية:كأن يتم حفر محاربين يطاردون حيوانا" بريا" ويسقطونه بحفرة صنعت خصيصا" له والمعنى هنا تحليليا" ان هذا المكان هو للصيد.
من هذه الكتابة التصويرية استمدت الشيفرات الاثرية لمختلف الحضارات قوتها بحيث اصبحت نقطة ارتكاز لجميع الشيفرات والاشارات .
لكن السؤال هنا يطرحه الكثيرون الا وهو ما سبب وضع هذه الاشارات؟
العالم الفرنسي الكبير غاستون ماسبيرو يقول هناك 3 اسباب لوضع الاشارات الا وهي:
1-سبب روحي ديني
2-سبب مادي
3-سبب هندسي
لننتقل اخواني الى تفنيد كل نقطة بنقطتها وانا آسف على لغتي العربية العلمية البحتة حيث تلاحظون ان لغتي هي علمية صرف ذلك انني لست هنا بصدد انشاء موضوع
ادبي او حواري انما موضوعي هو موضوع علمي صرف لذلك وجب ان تكون اللغة علمية فقط.
1-سبب روحي لصنع الاشارات:
اعتقدت جميع الحضارات بالحياة الثانية بعد الموت واعتقدوا ان قوة تغادر جسم الانسان لتخرج وتعود ثانية الى الجسم حيث سيعيش في حياته الثانية
واعتقدوا انه عند موت الشخص تخرج هذه القوة من الجسد وعند دفن الشخص في مكان ما صخري او ترابي يعمد اهل الميت الى عمل وصنع اشارات دالة الى مكان
وجود الجثة والغاية من وضع هذه الاشارات الدالة هي لارشاد هذه القوة التي خرجت من الميت الى مكان الميت بحيث تستدل هذه القوة الى مكان الدفن عبر اشارات متعددة متلاحقة لتعثر في النهاية على مكان الجثة فتعود للدخول اليه بحيث يستعمل هذا الميت الموجودات التي دفنت معه في الحياة الثانية بعد الموت.
2-السبب المادي لصنع الاشارات:
في تلك الازمنة الغابرة لم يكن هناك بنوك ولا مكان للادخار بل كان لكل شخص مكان يدفن فيه امواله من اجل امرين كان يتم دفن المقتنيات:
أ-من اجل اخفاء الاموال عن السارقين
ب-من اجل الحفاظ على هذه المقتنيات من اي هجوم مباغت لاي قبيلة او مملكة اخرى
ومن اجل ان يعرف مكانها فأن صاحب هذه المقتنيات يعمد الى صنع بعض الاشارات التي تقوده الى مقتنياته المخبأة من اعين العدو في حال اجتياح الاراضي وهروب
صاحب المقتنيات بعيدا" عن مكان دفنه للمقتنيات فأن عاد ولو بعد زمن طويل او عاد احد ابنائه فأنه بستدلل على مكان المقتنيات عبر الاشارات وان مات الرجل بقي سره معه الى ان يتم اكتشاف مقتنياته عبر لصوص او عبر حضارة لاحقة.
3-السبب الهندسي لوضع الاشارات:
كان الميت يحجز له مكان للدفن ويقفل الباب بصخرة او بحجارة او بتراب او بطينة الحكمة ويردم مكان الدفن كليا" ولكن لابعاد بقية الناس عن حفر نفس المكان لغاية
دفن شخص آخر فأن اهل الميت الاول يعملون على حفر اشارات دالة وبمصطلحات متعارف عليها بين اهل تلك الحضارة
بحيث تشير هذه الاشارات الى امكنة وجود امكنة الدفن لئلا يستخدم من اجل دفن شخص آخر.
-الاشارات والشيفرات الاثرية لها قواعد تعتمد على علم الرياضيات:
يقول العالم الالماني هارولد هاوبتمن ان علم قياس وتحليل الاشارات والشيفرات الاثرية تحاكي تطور سلسلة الرياضيات
فمثلا" منذ الصغر تتعلم 1+1=2 وهكذا تستمر معك هذه المعادلة الى اقوى معادلات الرياضيات فمع تطور علم الرياضيات تطورت عمليات صنع الشيفرات الاثرية واكبر دليل على ذلك الاهرام المصرية وما لها من علاقة بالرياضيات.
ولكن علاقة الرياضيات بالشيفرات متين جدا" ولكن بالوقت نفسه معقد بحيث ان لكل حضارة قياساتها ولكن القاسم التقريبي
لهذه القياسات هي المتر :"انظر جدول القياسات المعتمدة لدى بعض الحضارات
وعن تجربة شخصية لقد استطعنا كبعثة اثرية في اليونان لتحليل اشارات هامة مما ادى الى اكتشافات اثرية اكثر من هامة.
وليس كل اشارة تدل على تكنيز بل من الممكن ان تكون الاشارة توجيهية اي توجهك من مكان بعيد لمكان التكنيز فتصل الى
المكان لتر اشارات دالة وهي اشارات تمسك بيدك وترشدك الى مكان المقتنيات وهذا العلم لم نستلمه نحن فورا" بل جاء بعد تجارب عدة وشاقة قام بها علماء الآثار الذين سبقونا بمئتي عام تقريبا",اي خلاصة ما نقدمه اليوم من تحليلات لهي عصارة تجارب وعلوم قام بها اعداد كثيرة وكبيرة من علماء الآثار المهمين الذين افنوا حياتهم من اجل العلم والمعرفة لا من اجل الجهل.
اتمنى ان تكونوا قد استفدتم اخواني من هذه المحاضرة ودمتم بكل ود.
الرئيسية 
