فتاة مندفعه
وبأحلامها متأملة وبأشجانها متفاءله ..
أيام من شبابها أنتزعتنا
وبمقدم السن وضعتنا
وبأوقاتها أمتحنتنا
وبذكرياتها آلامتنا ..
العـمر يمـتد بنا والآمال تـحـيط بنا
والأحاسيس مـحطمه .!؟
فقد أتعـبتنا النوائب بـكـدرها ..
أرافق الأيام وأنا وحـيدة
فـقـد أفـقدني القدر أحبابي
فأصبحت دمعتي سائلة على خـدي
يبردها الشتاء بلسعاته
ويسخنها الصيف بلفحاته ..
الأصحاب من حولي كـثيرون ومـجتـمعون ..!
أفواه تتحدث وضجيج يتعالى وحناجر لا تمل !
الضجر يحاصرني والملل يدفعني
إلى أن أحمل حقيبتي
مسافرة
أبحث عن أرض تحتويني
وعن أجواء تحويني ..!!
أجلس في إنتظار الطائرة ..
يحين مـوعد السفر
أصوات تتداخل
ألتفت فإذا بها الناس بأشواقها تتوادع .
أقف متطلعة وقد ذكـروني بوحدتي
واستذكروني بوحشتي ..
تقف الدمعة في عيني ثم أذهب إلى الطائرة
لأضع رأسي مسترخية مشتتا أوهامي .
أصل إلى مكان سيرتني إليه الظروف .؟
أذهب في النهار متنزهة حتى يلقيني التعب
في الليل غافية ..
أمكث على هذا الحال حينا
إلى أن تخنقني أشـواقي المتقلبة بحنينها إلى
وطنها إلى دفء أرضها و إلى نقاوة هوائها و إلى شذى
أزهارها لأنطلق مسافرة عائدة إلى بلدتي
إلى عـزتي وكبريائي
لأتعلم أن إنتمائي إنما هـو بوطني
محاطا بأصحابي