«جارتى بيتها أحلى من بيتى وجوزها مستوظف فى مجلس الشعب وأنا جوزى عامل
كحيان وكمان معاهم فلوس وإحنا بنكمل عشانا نوم.. لما زهقت من الدنيا واللى
فيها خنقت بنتها وهى راجعة من المدرسة وحطيتها فى البراميل ورميتها فى فيلا
مهجورة»، هكذا قالت قاتلة ابنة جارتها الطفلة بسبب غيرتها من أمها فى مركز
الصف.
وأوضحت «فوز.ن.م» وشهرتها «عزة»، 37 سنة ربة منزل، فى بداية اعترافاتها
لـ«اليوم السابع»: ولدت فى مدينة حلوان وبعدما كبرت تعرفت على «خليفة.ع.ج»
الشاب اللى جاى من الصعيد وكله حيوية ونشاط، وتزوجته بعدما اشترى قطعة أرض
بالصف وبنى عليها «بيتا صغيرا»، وأنجبنا 3 أطفال أكبرهم «مصطفى» 9 سنوات.
وأضافت: مرت الحياة بشكل طبيعى حتى تعرفت على جارتى «أم سلمى» التى تزوجت
صعيدى اسمه «حمادة. م. ت» موظف بمجلس الشعب وأقامت معه فى البداية بشقة
بمنطقة بولاق الدكرور، ثم جاء بها إلى الصف واشترى بيتا بالقرب من منزلنا،
وبعد سنوات قليلة أصبحت حالتهما ميسورة وأفضل منا بكثير.
وتابعت «فوز»: كنت أتحدث مع زوجى كثيرا عن جارتى وزوجها وأتطلع معه إلى
حياة أفضل، وفى كل مرة يرد «احمدى ربنا على النعمة اللى إحنا فيها أحسن
تزول» وكان يحتدم الخلاف بيننا، فـأرد عليه «هو ما فيش نعمة من الأساس عشان
تزول»، لأن راتبه كان ضعيفا للغاية لا يلبى متطلبات المنزل وأطفالنا
الصغار، وكنا نأكل الثلاث وجبات «فول» وهى وولادها بياكلوا لحمة كتير.
الحقد والغيرة من جارتى قطعت قلبى، تواصل المتهمة، وقررت أطفى النار اللى
جوايا، فوقفت أمام باب منزلنا وانتظرت ابنتها «سارة» بعد خروجها من
المدرسة، وعندما جاءت اعترضت طريقها وطلبت منها الدخول إلى منزلى كى أرسل
معها شيئا إلى والدتها، وطلبت من ابنى «مصطفى» التوجه إلى السوبر ماركت
لشراء أيس كريم حتى لا يشاهد الجريمة وما أن انصرف حتى وضعت يدى على فم
«سلمى» وكتمت أنفاسها إلى أن ماتت، وعندما نظرت إليها وجدتها زى الملاك وهى
ميتة، رائحتها طيبة جدا، بفعل العطور التى رشتها عليها أمها قبل ذهابها
إلى المدرسة.
وأضافت «فوز»: قررت أن أنتقم منها أكثر فوقفت على الجثة دقائق ثم حملتها
ووضعتها داخل «برميل» بلاستيك موجود بـ«الحمام» وأغلقته عليها حتى لا يراها
أطفالى.
وتابعت «المتهمة»: حضرت والدة «سلمى» إلى منزلنا وسألتنى عنها فأكدت لها
أننى لم أشاهدها على الإطلاق، وأظهرت حزنى على اختفائها، وطلبت من زوجى
الاشتراك فى البحث عنها، ثم مكثت أفكر فى طريقة للتخلص من الجثة حتى عاد
زوجى مرة أخرى فى الواحدة بعد منتصف الليل حزيناً بسبب عدم العثور على
الطفلة وقال لى: «حال أم البنت يقطع القلب يا عينى»، وهنا طلبت منه ألا
يكمل تناول العشاء ويتوجه معى إلى غرفة النوم لإطلاعه على أمر مهم، وما أن
دخلنا حتى أكدت له أننى تخلصت من الطفلة ووضعت جثتها داخل «برميل» بلاستيك
فى الحمام، فنهض من السرير وصرخ فى وجهى «يخرب بيتك يا بنت الـ.. وديتينا
فى داهية».
قالت المتهمة: مكثت قرابة الساعة أبكى ندما على ما اقترفت يدى فى حق ابنة
جارتى، بينما زوجى يضرب يدا على الأخرى، وفجأة طلب منى أن أحمل معه
«البرميل» ففعلت وخرجنا به فى جنح الظلام وألقيناه داخل فيلا مهجورة وعدنا
إلى المنزل، والدموع لا تفارق عينى ونظرات القتيلة وأنا أكتم أنفاسها
تطاردنى ومشهد لهفة والدتها عليها يقطع قلبى، وظللت ألطم على وجهى وأشد فى
شعرى وأضرب جسدى حتى خفت أن أسقط جنينى الذى فى بطنى «أصلى أنا حامل» ولمدة
48 ساعة خاصم النوم جفونى حتى ألقت الشرطة القبض علىّ.
توقفت المتهمة لحظات ثم قالت: أنا عارفة إن الضنا غالى ومش عارفة عملت كدا
إزاى فى طفلة بريئة، خاصة أن والدها كان لديه 3 بنات فقط، غرقت إحداهن منذ
شهور، وقتلت أنا الثانية، ولم تتبق له سوى واحدة، منه لله الشيطان،
«هتقولوا إيه بقى عقل نسوان».. وأنا الآن خائفة على أطفالى الثلاثة بعد
القبض علىّ كما أن الدنيا أصبحت سوداء فى عينى خاصة بعدما أنكر زوجى صلته
بالجريمة.
كان العميد محمود شوقى، مأمور مركز شرطة الصف، تلقى بلاغا من الأهالى
بالعثور على جثة، فانتقل المقدم محمد مختار رئيس المباحث وعاينها وتبين
أنها لطفلة فى السابعة من العمر، ماتت نتيجة الخنق.
استمع الضباط بإشراف العميد رشدى همام مفتش المباحث إلى أقوال والد القتيلة
فلم يتهم أحدا، لكن تحريات اللواء محمد الشرقاوى مدير المباحث دلت إلى أن
جارتهم وزوجها وراء الواقعة، فألقى القبض عليهما وبعد إخطار اللواء
عبدالموجود لطفى مدير أمن الجيزة أمر بتحرير المحضر اللازم، وأمرت النيابة
بحبسها على ذمة التحقيق بعد نفى زوجها اشتراكه معها فى قتل الطفلة.