يخوض منتخب الجزائر اليوم مهمة صعبة للغاية أمام نظيره الألماني، لقاء يأتي لحساب دور الستة عشر من كأس العالم، ورغم كل الترشيحات التي تصب في صالح الماكينات الألمانية، فإنه من غير المتوقع أن يستسلم الخضر بسهولة.
المانيا حققت انتصارين في الدور الأول، وعانت في مباراة واحدة فقط كانت أمام غانا، وتحدث قائد المنتخب فيليب لام بعدها قائلاً "يا لها من مواجهة مرهقة"، في حين اعترف توماس مولر بتعرضه للمفاجأة من الحماس الغاني، وأكد المدرب يواكيم لوف على نجاح "عدوانية غانا الإيجابية" بتعطيل بعض خطط الألمان.
المانيا الحالية منتخب مرشح فوق العادة للفوز باللقب، يتفوق فنياً ويتفوق من ناحية الجودة والانضباط على المنتخب الجزائري بعيداً عن كل العواطف، بل يتفوق على معظم المنتخبات المشاركة في البطولة، وهذا ما اعترف به المدرب وحيد خليوزيتش عندما قال "ألمانيا هي المرشحة لتحقيق الفوز ولكننا نستطيع تقديم مفاجأة."
وبما أن عديد الجوانب لا يمكن مجاراة المانيا فيها، فإن الذهاب لتحديهم في مجالات تفوقهم سينهي المباراة بشكل خاطىء، والأفضل الذهاب إلى مجالات اعترفوا بانزعاجهم منها، فهم لا يحبون اللعب البدني القوي القائم على الاحتكاكات، وظهرت أمريكا عندما أرادت إبقاء خسارتها 1-0 معتمدة عليه، فتم تحجيم شيء من خطورة مولر ورفاقه، أما مسألة الجري واللعب السريع جداً فظهرت فوائده أمام غانا، التي استفادت من بطء مدافعي المنتخب الفائز بكأس العالم 3 مرات من قبل.
ويجمع المراقبون على أن لعب الجزائر بانفتاح هجومي كامل وسعيها إلى الاستحواذ الأكبر قد يكون قراراً انتحارياً، لكن ذلك لا يمنع من اللجوء إلى الأسلوب المذكور أعلاه كلما امتلك الخضر الكرة وهذا ما فعلته غانا، فالسرعة وعدم التحضير الهادىء للهجمات تهز انضباط الدفاع الألماني، واللعب البدني يحد من تحركات لاعبي خط وسطهم، ولربما إن تم تطبيق ذلك بنجاح، تكون مباراة مختلفة عما يتصورها كثيرون.
بقي الإشارة إلى أمر مقلق واحد عما سبق، وهو أن المنتخب الجزائري لا يمتلك لياقة منتخب غانا، بل إنه يعاني على الصعيد البدني بشكل يظهر جلياً في الدقائق الأخيرة، وظهر ذلك في أول مباراتين أمام بلجيكا وكوريا الجنوبية، لذلك سيكون اللجوء إلى هذا الأسلوب محتاجاً للذكاء والتركيز من اللاعبين حتى لا ينقلب عليهم.