الروح من عالم الكمال الإلهي ، ولذا تميل إلى أصلها ، فتميل إلى التقرب إلى الله ، والتنعم بالكلام المقدس الذي أنزله الله ، وتفرح بسماع كل ما يدعو إلى طاعة الله ، وتنشرح وتبتهج إذا إنشغلت أو وجدت في مكان يذكر فيه الله
وتنجذب عند سماع أي حديث يذكرها بالمنازل العالية والحياة الراقية في جوار الله ، وتحب أن يثنى عليها بالأخلاق الفاضلة الكريمة التى حبب فيها الله ووصى بها كتاب الله وكان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهذا كله يدعو إليه الإسلام أتباعه والمؤمنين به ويحثهم على التزود منه والزيادة فيه ، ولذلك فالإسلام عن يقين ينمي باطن الإنسان ويقوي روحانيته لأنه يشغله بذكر الله وطاعته وعبادته والتقرب إليه
وجملة العبادات الإسلامية والأخلاق الإيمانية إنما هي رياضات روحية ، تعلي همة المرء وتنمي قواه الباطنية ، ولا سيما إن فتحت له بعض ما فيه من المواهب الروحانية ، كأن يشرق عليه في المنام الرؤيا الصادقة ، أو يمد يقظة بالإلهام الرباني ، أو تصفو سريرته فيرى بنور الله ، أو تحلق روحه فيكاشف ببعض غيوب ملكوت الله جل في علاه