أكدت دراسة قام بها أستاذ للتعليم الابتدائي تفشي ظاهرة الغش في التعليم المغربي، حيث أشار 92% من الأساتذة المستجوبين أنه سبق لهم ضبط حالات غش أثناء الحراسة، وأجاب 42% منهم أنهم تساهلوا في الحراسة بسبب عدم وجود قوانين تحمي الأستاذ المراقب، وكذلك بسبب رغبتهم تفادي المشاكل مع التلاميذ.
الدراسة التي أجراها محمد الشلوشي، أستاذ التعليم الابتدائي بمدينة القصر الكبير، وعرفت مشاركة أكثر من 500 أستاذ وأستاذة من مختلف الأسلاك التعليمية إبان الامتحانات الإشهادية الأخيرة، أكد فيها 97% من المستجوبين انتشار ظاهرة الغش في الأوساط التربوية، وذلك خلافاً لإحصائية رسمية عن وزارة التربية الوطنية، قالت فيها إن حالات الغش تراجعت هذه السنة بنسبة 33%.
وعن أسباب الغش، حمّل 22% من المشاركين النظام التقويمي الحالي مسؤولية هذا الوضع في إشارة للمركز الوطني للتقويم والامتحانات، مشدّدين على ضرورة تغيير أساليب هذه العملية وربط نقط التلاميذ بالمستوى الفعلي لتحصيلهم، بينما لم يحظَ طول المقررات الدراسية أو كثرة المواد التي يُمتحن فيها التلميذ أو عدم وجود وقت كافٍ للمراجعة سوى بنسبة ضعيفة لتبرير غش التلاميذ.
وخلُصت نتائج هذه الدراسة إلى أن الدولة هي المسؤولة الأولى عن شيوع الغش بالتعليم المغربي، نظراً لعدم إمكانية محاربته داخل الفصل الدراسي والسماح به في ميادين أخرى سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية، بينما تقاسمت المدرسة والمجتمع والأسرة النسب الأخرى المتبقية، فهي كذلك تغض الطرف عن هذه الظاهرة، بل وتشجعها حسب تصريحات المستجوبين.
وندّد 70% من الأساتذة المشاركين بالتهديد بالعقوبات الحبسية لمعاقبة الغشاشين، باعتباره سلوكا يتنافى مع القيم المجتمعية ويسيء لحرمة العملية التعليمية، كما نبّه 60% من المشاركين إلى أن مَنح الصفر للتلميذ المضبوط في حالة غش وحرمانه من الامتحان، عملية لا تحدّ من هذه الظاهرة.
وطالب المستجوبون بضرورة البحث عن آليات أكثر فعالية وابتكاراً سواء في طرق وضع وتمرير الامتحانات، ومن ذلك الخلط بين أسئلة الاختيار مع إدماج أسئلة التركيب والتحليل، والابتعاد عن الاسئلة المباشرة والسهلة، معتبرين أنها السبب الذي أوصل المعدلات النهائية بالثانويات المغربية الى أرقام فلكية تتجاوز 18,75، لا تعكس المستوى الحقيقي لحامليها. كما طالب المستجوبون بتشديد الحراسة عبر فتح باب التبليغ عن كل أستاذ تهاون أو ساعد أو غطى على الغش، ووضع كاميرات للمراقبة داخل فصول امتحانات البكالوريا.