طوال شهر رمضان الكريم، تقترح عليكم هسبريس التعرّف على مسارات شباب مغربي مبدع في مختلف المجالات، سواء أولئك الذين بلغوا من الشهرة عتيا، أو أولئك الذين يعملون في الظل غير آبهين بأضواء النجومية. وذلك من خلال الكتابة عن مساراتهم وإجراء دردشات قصيرة معهم تقدم بعض الومضات الخاصة بهم.
"أنا فتاة، 24 سنة، وأعيش وسط جحافل الفتيات، وأعمق من ذلك أني طبيبة متدربة، في بلد النكبات، يمر عليّ كل يوم قصص وحَكَايَا ووقائعُ لفتيات وصبايا ونساء تتعلق بأمر الزواج والعنوسة، ما يشيب لها الولدان…!" هكذا تقدم جهاد بريكي نفسها في أحد مقالاتها عن العنوسة.
نشأت في أسرة محافظة ذات توجه إسلامي، يفصلها عام عن التخرّج من كلية الطب والصيدلة بالرباط، تقول عن نفسها إنها متحررة من أعراف المجتمع البالية وفي الوقت نفسه محافظة علی مبادئ الدين القيمة.
عكس ما يُتداول من أن الكتابة تبقى هواية بعض الشباب من أجل تمضية الوقت، فقد اعتبرتها جهاد متنفسا مريحا وآمنا لتصريف ما يختلج العقل والقلب إلی كلمات وجمل وأفكار، ورأتها بمنظار الحضن القابل للتخفيف عن الهموم وتفريغ توتر العمل والدراسة.
"الكتابة جزء لا يتجزء من عملي ..عملي كلّه يصبح كتابة وكتابتي كلها تغدو عملاً..أستنبط أفكاري من كل ما يمرّ حولي أثناء العمل من مواقف وحكايات وقضايا .. يتحوّل عملي لأفكار أخطّها وأمثلة تُحكی وتُروی..أجعل من عملي مصدراً لكتاباتي ..وهذا أجمل ما في الأمر" تقول جهاد لهسبريس.
"لماذا يجب أن نكتب .. ببساطة، لأن الكتابة سر من أسرار الوجود الإنساني ..من لا يكتب ..ناقص إنسانياً..هي جملة صعبة شيئا ما، لكنني أؤمن بها إيماني بأن وطني في غرفة الإنعاش القيمي والإنساني و الحضاري" تشرح أكثر في أحد مقالاتها.
تأثرت جهاد في البداية برشيد نيني، حيث لم تكن تضيّع مقالاً من مقالته تبدأ به صباحها، فهو من دفعها إلى تحريك القلم وكتابة أول الجمل حسب قولها، وبعده توجهت للروايات العربية، فقد قرأت للجزائرية أحلام مستغانمي، السورية غادة السمان، اللبناني جبران خليل جبران، المصريان يوسف زيدان وعلاء الأسواني، وأخيرا الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز.
كتب عنها موقع "نون" ذات مرة في تقرير جمعها مع فيسبوكيات أخريات تحت عنوان:"متمردات..في دولة الفايسبوك": "من المعروف أن الحطيئة شاعر اشتهر بهجاء كل شيء بشعره، حتى أهله ونفسه، أما هي فاختارت أن تمارس أسلوبها الهجائي عن طريق الكتابة الفايسبوكية، معلنة تمردها الافتراضي على واقع لم ترضاه، بما في ذلك أهلها ونفسها".
يتابع المئات كتابات جهاد بريكي على فيسبوك، فهي القائلة: "أن تكتب خاطرة تؤمن بها بعمق ... خير لك من شهادة عليا لم تؤمن يوما بقيمتها ... فقط وجدت الناس يحصِّلون الشواهد، فأغمضت عينيك و ألجمت روحك ... و لحقت بالركب"!