لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح.
«المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية.
يحكي علي بواب، ابن مدينة القنيطرة واللاعب السابق للمنتخب الوطني، بعض الطرائف التي ميزت مساره الرياضي انطلاقا مما وقع خلال الموسم الرياضي 1997/1998 رفقة فريقه الأم النادي القنيطري.
ويضيف» كنا نستعد لمواجهة فريق المغرب التطواني برسم منافسات البطولة الوطنية، ووقع خلاف بين المدرب يومير واللاعب التيجاني أبعد على إثره المدرب اللاعب من التشكيلة التي سيعتمد عليها خلال المباراة، وهو ما رفع من حدة الخلاف وجعل اللاعب يعلن رفضه الامتثال لقرار المدرب ويتشبث بحقه في اللعب».
وتابع بواب» أمام تشبث كل طرف بموقفه كانت كل المؤشرات توحي بقرب وقوع الفريق في موقف حرج، وهو ما كرسه اللاعب بارتدائه القميص وتوجهه صوب طاقم التحكيم من أجل التسجيل في لائحة اللاعبين الذين سيخوضون المباراة، الشيء الذي زاد من درجة الاحتقان وجعل الجميع يترقب ما سيحدث».
وأضاف قائلا» مرت الدقائق بطيئة والكل بدأ ينتظر السيناريو الذي سيحدث في ظل تشبث كل طرف بموقفه قبل أن يأتينا خبر سار وغير متوقع تمثل في اعتذار لاعبي فريق المغرب التطواني عن خوض المباراة بعد ارتدائهم للبذلة الرياضية وتسجيل أسمائهم في ورقة التحكيم، وقد كان الاعتذار نتيجة المطالبة بالإفراج عن بعض المستحقات المالية العالقة وهو ما مكننا من الفوز بنقاط المباراة».
بواب لم يترك الفرصة تمر دون أن يعيد ترتيب فصول واقعة شكل منعطفا مهما في حياته خلال تجربته رفقة الجيش الملكي، وتابع» كنا في رحلة العودة سنة 2003 من الغابون بعدما خضنا مباراة برسم مسابقة عصبة الأبطال الإفريقية، وثم إخبارنا بأن الطائرة العسكرية تعاني عطبا في المحرك وأننا سنهبط اضطراريا بمطار الغابون قصد إصلاح العطب، وهو ما تم» واستطرد قائلا» بعد ساعتين ونصف من التوقف بمطار الغابون من أجل إصلاح العطب أقلت الطائرة من جديد في رحلة العودة في اتجاه المغرب غير أنه بعد مدة من الوقت أخبرنا أحد أفراد الطاقم أنه لم يتم إصلاح العطب لعدم وجود قطعة الغيار المطلوب بالغابون فكان الحل هو العودة بالطائرة إلى المغرب رغم العطب الذي لحقها، وهو ما خلق حالة من الذعر لدى اللاعبين، خصوصا فضلي الذي كان يخشى ركوب الطائرة».
وأبرز بواب أن المدرب العسكري وقتها كان هو امحمد فاخر وأن الرحلة كان على مثنها مجموعة من اللاعبين أمثال القديوي ووادوش وفضلي وفوزي البرازي والمرحوم هشام الزروالي.
دافع بواب عن قميص المنتخب الوطني خلال فترتي المدربين كويلهو والزاكي، كما فاز رفقة منتخب الشبان بكأس إفريقيا ولعب أيضا للمنتخب الأولمبي وكان من بين اللاعبين المغاربة الذين احترفوا بالدوري البلجيكي.
استهل بواب مساره الكروي رفقة النادي القنيطري سنة 1996 قبل أن يلتحق بفريق الجيش الملكي سنة 2001 وجاوره حتى سنة 2005، التي شكلت منعطفا في مساره الكروي بعد التحاقه بالدوري البلجيكي من خلال بوابة فريق لوكرين الذي دافع عن ألوانه حتى سنة 2010 ليعود إلى البطولة الوطنية ويدافع عن ألوان الفتح الرباطي.
فاز بواب بلقبين لكأس العرش ولقب البطولة الوطنية رفقة الفريق العسكري كما فاز بالميدالية الذهبية للألعاب الأولمبية بكندا رفقة المدرب مصطفى مديح، كما فاز رفقة الطوسي بكأس إفريقيا للشبان بالمغرب.