لا يخلو المسار الكروي للرياضيين عامة ولاعبي كرة القدم على وجه الخصوص من طرائف ونوادر تتحول مع مرور الزمن إلى ذكريات جميلة تنفض غبار التقادم وتجعل الماضي دائم اللقاء بالحاضر لرسم معالم البهجة والزيادة في منسوب السعادة بضخ جرعات إضافية من المرح.
«المساء» تغوص في ملفات الماضي الجميل للرياضيين وتنبش في ذاكرة مسارهم الرياضي لتسلط الضوء على طرائف أرخت لفترة من فترات التألق وتحولت اليوم إلى نكتة وذلك بعيدا عن الانجازات والأرقام الشخصية.
الطرائف التي يتعرض لها الرياضيون ضاربة في عمق التاريخ ولا ترتبط بحقبة معينة ولا سنة محددة ولا حدث خاص، ولا تتحكم فيها معطيات دقيقة بل هي نتاج لحظ وقدر قد يقود الرياضي إلى أن يكون في قلب مواقف تظل راسخة في الأذهان، كما قد تكون من نتاجهم كما وقع مع عزيز العامري، المدرب الحالي لفريق المغرب التطواني.
يقول العامري إنه عاش مجموعة من الطرائف خلال مساره الرياضي كلاعب بقميص الجيش الملكي، ووزاد في حديثه مع «المساء» قائلا» كنت لاعبا في صفوف فريق الجيش الملكي سنة 1978 وسافرنا إلى فرنسا حيث واجهنا وديا فريق سانتيتيان القوي وقتها، وهي المواجهة التي لم تخلو من طرائف».
وزاد متحدثا:» الفريق العسكري كان معززا بنجوم دوليين كموح ولعلو والرعد ولبيض واسحيتة وأمان الله وغيرهم، لأن المدرب كليزو كان يريد إيجاد توليفة قوية للمنتخب مكونة من لاعبي الجيش وأفضل اللاعبين في البطولة، وخلال مباراتنا الودية أمام فريق سانتيتيان حصلنا على ضربة خطأ مباشرة تكلفت بتنفيذها» واستطرد قائلا» حارس الفريق الفرنسي وقتها كان كيركوفيك وكان أفضل حارس في أوروبا، وقد تكلفت بتنفيذ الضربة واصطدمت الكرة بالزاوية التسعين ولم يحتسبها الحكم فتوجهت صوب دكة البدلاء وخاطبت المدرب كليزو قائلا» سير جيب بلاتيني» الذي كان مختصا في مثل هذه الكرات وهو ما قابله رفقة اللاعبين الاحتياطيين بموجة من الضحك».
طرائف العامري مع فريق الجيش الملكي لم تقف عند هذا الحد، وأضاف» في سنة 1977 شارك الفريق العسكري في دوري بمدينة قرطبة الاسبانية وواجهنا خلالها فريق خايين الاسباني وكنا متقدمين في النتيجة بهدفين دون مقابل، وبعد تسجيل الفريق الاسباني لهدفه الأول كان زميلي دريس واديش يستعد لتمرير الكرة إلى في خط الوسط فطلبت منه ألا يلمس الكرة وسددتها مباشرة إلى الشباك وسجلت هدفا بعد أن لمست الكرة يد الحارس الاسباني، غير أن الحكم ألغى الهدف».
وتابع قائلا» لقد استغرق قراره الكثير من الوقت وتشاور مع الحكمين المساعدين قبل أن يستقر قراره على رفض الهدف، وعشية المباراة اجتمعت اللجنة التقنية المنظمة للدوري ودرست الهدف وأقرت مشروعيته ما جعلنا نفوز بأربعة أهداف لهدف بعدما سجل الحكم في ورقة المباراة فوزنا بثلاثة أهداف لواحد فقط بعد إلغائه الهدف الذي سجلته من منتصف الملعب».
يعد العامري من أكثر المدربين تتويجا بلقب البطولة بعد دخولها نظام الاحتراف بعدما توج بلقب النسخة الأولى والثالثة رفقة المغرب التطواني، وهو ما سيجعله يخوض غمار نهائيات كأس العالم للأندية في نسختها المقبلة والتي ستنظمها بلادنا أواخر السنة الجارية، كما فاز رفقة فريق الجيش الملكي بلقب كأس العرش سنة 2009.
يعتبر العامري من المدربين الذين طبعوا الساحة الكروية خلال المواسم الأخيرة بعدما أحدث طفرة كروية بممثل المنطقة الشمالية، وحوله في ظرف وجيز من فريق اعتاد لعب أدوار ثانوية في البطولة إلى فريق حجز لنفسه مقعدا ضمن كبار اللعبة وفرض نفسه، بقوة، ضمن معادلة الفرق التي تنافس على الألقاب.