عندما
كنا صغارا كان لحمنا طريا مستساغا يستطيع أي واحد أن يشكله كيفما شاء وكنا
ننظر الى الكبار وكأنهم ملائكة لا يخطئون فلما كبرنا علمنا أننا ونحن
صغارا كنا أقرب ما نكون الى الذين لا يخطئون وما ذلك الا لقسوة الحياة
والتعامل وعندها قسونا فانكسرنا ،،،،،
[/size]
عندما
كنا نسمع الى الكلام ونتوجه بلآلئ الذهب في آذاننا ونحن حريصين كل الحرص
على تطبيقه كيف ولا ونحن نرى الكبار يعملونه ولما كبرنا تقاعسنا عن تطبيقه
بل ولم نعد نتكلم فيه لاننا علمنا أنه من أصله خطأ وما كان يصدر عن الكبار
الا عن هوى نفس وتقليد أعمى لمن قبلهم وعند ذلك قسونا فانكسرنا ،،،،،
عندما
كنا ننظر الى الحياة ونرى جميع ما فيها جميل ويستحق أن نضحي من أجله وأن
نحلم بعيش رغيد بعيد المشاكل التي تعترينا في بعض الأحيان كان ذلك ما
يصوره لنا الكبار وكأنهم كانوا يعيشونه بكل لحظه فما إن كبرنا حتى وجدناها
أحلام في طي النسيان وخيالات أقرب الى الوهم منها الى الحقيقة وعند ذلك
قسونا فانكسرنا ،،،،،
عندما
كنا نحب الخير ونعمل ونساعد الجميع بلا أجر فنرى أننا قد أنجزنا ما لم
ينجزه كثير من الناس وكان الكبار يحثوننا على ذلك ويزيدون من حبنا للخير
وكنا نرى الناس يساعدون بعضهم في جميع الأعمال فلما كبرنا علمنا الكبار أن
القوي يأكل الضعيف وزمن الخير وفعله قد ولى وراح ونحن في زمن المادة التي
طغت على كل شيء فما إن رأينا ذلك حتى قسونا وانكسرنا ،،،،،
عندها
وجدنا أنفسنا أنصاف بشر بسبب الكسور فرأينا أن نقوي عزيمتنا ونجبر كسر هذه
القسوة ولما نوينا على جبرها وجدناها بنوعين مادي ومعنوي فجبرنا المادي
لسهولة جبره وقلة مدته وما زلنا نجبر الكسر المعنوي وهذا الذي تشقق القلب
منه حتى صار بطيئا في ضخ الدم الى الجسد وبدأ مشوار الجبر لهذا الكسر ،،،،،