يارا .. كريم .. آية .. ثلاثة متطوعين عرب وبالتحديد من مصر قطعوا آلاف الأميال من أجل التطوع للعمل في مونديال البرازيل 2014 وخدمة المشاركين فيه، الأمر قد يبدو عادياً للبعض لوهلة لكنه سرعان ما تظهر علامات التعجب بعد معرفة أن الثلاثة قطعوا كل هذه المسافة ويقيمون بالبرازيل على نفقتهم الخاصة.
الصدفة وحدها هي التي جمعت مع المتطوعين الثلاثة، ففي إحد المؤتمرات الصحفية بالمركز الإعلامي الرئيسي لمونديال البرازيل والذي يقع داخل إستاد ماراكانا الشهير بمدينة ريو دي جانيرو ،وقفت فتاة في مقتبل العمر وهي ترتدي حجاب كان من الطبيعي أن يلفت الأنظار وسط الأجواء الموجودة بالبرازيل، وكان كل من في القاعة يطلب التصوير معها.
في البداية ظن كووورة أنه ربما تكون فتاة مسلمة مقيمة بالبرازيل وتعمل كمتطوعة، وفور إنتهاء المؤتمر توجهنا للحديث معها حول شهر رمضان في البرازيل، فكانت المفاجأة بأنها تتحدث العربية باللهجة المصرية ،وبدأت تروي لنا قصتها.
وتقول آية :" جئت من مصر على نفقتي الخاصة كي أعمل متطوعة في المونديال وهذه هي المرة الأولى التي أشارك في حدث كبير مثل هذا".
وأضافت :" الموضوع لم يكن سهلاً فقد مررت بالعديد من الإختبارات من قبل الفيفا كي أصل إلى هنا، وكانت هناك معارضة من اخوتي الذكور والذين كانوا يقولون لي من المفترض أن نذهب نحن، كما واجهتني بعض الصعوبات عندما حضرت إلى هنا وأهمها اللغة".
وحول رؤية المشاركين في المونديال ونظرتهم للحجاب تقول آية :" الكل هنا عندما يراني يطلب مني التصوير معه ويسألونني عن الإسلام وعن شهر رمضان كما أن مسؤولي الفيفا هنا منبهرين بنا لدرجة أن مديري يسألني يومياً عن لون الحجاب الذي سأرتديه في اليوم التالي".
وتدرس آية الإقتصاد في الجامعة الأمريكية، وهي مسؤولة عن مقر المؤتمرات الصحفية الذي يقدم فيه الفيفا الملخص اليومي للبطولة، وقد فاجآتنا بأنها ليست وحدها في هذه المهمة فهناك زميلتها يارا والتي جاءت هي الأخرى من مصر لنفس المهمة.
وتقول يارا التي تدرس الإعلام :" الموضوع شيق للغاية وهذه ليست المرة الأولى بالنسبة لي فقد سبق وشاركت في كأس العالم للقارات ومن قبلها بطولة كأس العالم للشباب بمصر ".
وتضيف :" مررت بسبعة إمتحانات إضافة إلى مقابلة عبر السكايب كي أشارك في بطولتي كأس القارات والمونديال كمتطوعة".
وحول سبب رغبتها في المشاركة في كل هذه البطولات ، تقول يارا :" حقيقة أنا أحلم بأن أكون أول إمرأة عربية في الفيفا، وهذا الأمر دفعني لتغيير دراستي من هندسة إلى إعلام".
وحول التكلفة المادية للرحلة تقول يارا :" لقد قمت بالتجهيز مع آية للرحلة منذ يناير الماضي وهو ما سهل علينا الأمور،وأعتقد في المجمل أن الرحلة تكلفت حوالي 12 ألف جنيه على كل منا ".
يذكر أن المتطوعين بالبطولة لا يحصلون سوى على الملابس الرسمية ووجبة يومية وتذاكر المترو فقط لا غير، أما الإقامة وتذاكر الطيران فهي على نفقتهم الخاصة.
الموضوع لم يتوقف عند هذه النقطة حيث ذكرت يارا أن هناك متطوع ثالث من مصر تعرفوا عليه هنا إسمه كريم لكنه يعمل في مهمة تنظيم دخول الجماهير للمباريات.
ويقول كريم الذي إلتقيناه في وقت لاحق :" بالنسبة لي الأمر لم يتكلف سوى تذكرة الطيران ومصاريفي الشخصية لأنني مشترك في موقع couchsurfing وهو موقع يتيح لي السفر لأي بلد والإقامة عند أشخاص مشتركين في نفس الموقع ،ويحدث نفس الأمر عندما يأتون عندي في مصر".
وأضاف :" أنام على "كنبة" عند أحد الأصدقاء ، وعادة ما أتنقل بين بيوت العديد من الأصدقاء المشاركين في الموقع خلال فترة المونديال".
وتابع كريم الذي انهى دراسته ويعمل في مجال الصحافة : " هذه ثاني تجربة لي في التطوع حيث سبق أن عملت في يورو 2012 في بولندا .الأمر ممتع لكنه مرهق ومكلف للغاية ،وللأسف فوجئت عندما وصلت هنا ان اللجنة المنظمة لن تمنحني الوجبة وتذاكر المترو إلا خلال أيام المباريات بملعب ماراكانا فقط".
كما كان ضمن هذه المجموعة مايكل وهي مصري الجنسية أيضاً ويعيش في أمريكا ،ولم يتمكن كووورة من الإلتقاء به لعدم إمكانية السماح له بدخول المركز الإعلامي لكننا حصلنا على صور له مع المجموعة.
وتبقى التجربة في حد ذاتها مميزة لهؤلاء الشباب بكل ما تحتويه من خبرات كان من الصعب أن يحصلوا عليها لولا قيامهم بهذه المغامرة.