بالرغمِ من الزيادةِ في أسعار الحلِيب، السنة الماضية، بالمغرب إلَّا أنَّ الإقبال عليه كما على مشتقاته، لا يزالُ في ارتفاعٍ مضطرد، حتى أنَّ قطاع المادة الحيويَّة التي يكثر عليها الإقبال خلال شهر رمضان بشكلٍ كبير، تصلُ قيمته في السوق إلى 21 مليار درهم، وفقًا لأرقام الرائد العالمي في البحث عن المعلومات والدراسات الاستراتيجيَّة لأسواق الاستهلاك، "أورو مونيتُورْ".
وبالنظر إلى عادات المغاربة في الطعام، فإنَّ القسم الأكبر من الحليب المسوق في هو الموجه إلى الشرب، بما يغطِي معه في شكله السائل 75 في المائة من المبيعات، ويحقق 813.5 مليون دولار كقيمة، سنة 2012، وَ880.7 مليُون دولار في 2013. فيما يتواصلُ الارتفاع، العام الجاري، مع ترجيح بلوغ ما سيشربهُ المغاربة في 2014، 957 مليُون دولار من الحليب. وليحقق 1.036 مليار دولار، في 2015، و1,23 مليار دولار، في 2016، وَ1.217 مليار دولار في 2017.
بالموازاةِ مع الارتفاع الكبير في استهلاك المغاربة من الحليب، وتوقع مواصلته الارتفاع في السنتين القادمتين، حسب ما تكشفُ عنهُ أرقامُ "أورُو مونيتُور"، فإنَّ ما يستهلكه المغاربة من الجبن ارتفعَ أيضًا، خلال السنوات الأخيرة، فبعدما كانَ الاستهلاكُ فِي حدود 515 مليُون دولار في 2012، قفزَ ليصلَ إلى 559.7 مليون دولار، سنة 2013، فيما يتوقع أنْ يصلَ إلى 610 ملايين دولار، السنة الجاريَة، كما أنه من الوارد أن يزداد استهلاك الأجبان خلال 2017، ليصلَ 793.2 مليون دولار، في 2017 كقيمة في السوق.
في غضون ذلك، يشيرُ مهنيُّو الحليب في المغرب إلى أنَّ المغاربة يستهلكون مليونَي لتر من الحليب الطازج المبستر يوميا، فيما يتراوح استهلاك الحليب المعقم، الذي يزدادُ استهلاكه بـ50 في المائة خلال شهر رمضان، ما بينَ 400.000 و450.000 لتر يومياًّ.
بيدَ أنَّ المغاربة يظلون رغمًا عن ذلك، من الشعوب التي لا تستهلكُ الحليب بشكل كبير. حيث يتراوح متوسط استهلاك الفرد بين 45 و50 لتر في السنة؛ أي أقل بكثير من المعدل الذي حددتهُ منظمة الصحة العالميَّة المقدر بـ90 لتراً. مما يجعلُ المغرب متخلفاً في التصنيف عن الدول المتقدمة المستهلكة للحليب، حيث يصلُ استهلاك الفرد الواحد على 110 لترات سنوياً.